قيّم جميل بايك، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، في البرنامج الخاص الذي بثّته فضائية "ستيرك TV"، الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد عبدالله أوجلان، بالإضافة إلى الأحداث والتطورات التي تلت هذه الدعوة، والاتفاق الذي تم توقيعه بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إلى جانب الهجمات المستمرة التي تشنّها الدولة التركية رغم وقف إطلاق النار.
وفيما يلي الحديث بالكامل:
"نحن في شهر رمضان ونوروز، وبات عيد نوروز وعيد الفطر يقتربان أكثر فأكثر، وبهذه المناسبة أهنئ شعبنا بالعيد وأتمنى له التوفيق والنجاح، وأبعث تحياتي واحترامي للقائد آبو، وأستذكر شهداء الحرية والديمقراطية، وأعبّر عن احترامي لهم، فهم سيبقون دائماً رواد نضالنا.
كما تعرفون، طوّر القائد آبو حملة تاريخية، فقد قام القائد آبو بتطوير تدخل تاريخي للشعب الكردي وكردستان في عام 1973، واليوم يقوم بتطوير تدخل أكبر وأعمق، فعندما بدأ القائد آبو نضاله، كان الشعب الكردي في سبات الموت، وكانوا قد انقطعوا عن جذورهم وتاريخهم وقيمهم وعن كل شيء، لذلك، كان يتجه نحو الاندثار، وكان الجميع يحسبون أن الكرد لن يثوروا ولن تقوم لهم قائمة مرة أخرى، لم يقبل القائد آبو ذلك، وقال ’إن الحياة التي تقتل الشعب الكردي لا يمكن أن تكون حياة، فالحياة ضرورية للشعب الكردي‘، لهذا السبب، قام بالتدخل على التاريخ الذي كان يسير في المسار المعاكس، ونتيجة لهذا التدخل، جعل الشعب ينتفض ويثور.
ولأن جميع السبل كانت مغلقة، لم يتبق للكرد سوى سبيل واحد، وهو حمل السلاح ضد الاحتلال وإيقاف الإبادة الجماعية عبر السلاح، عدا ذلك، لم يبقى أي طريق آخر، وبهذه الحرب، بدأ الكفاح المسلح وتطور، وقامت الكريلا بأداء دور تاريخي، ونتيجة لذلك، بدأ الشعب الكردي بالانتفاضات، وأصبح الشعب الكردي شعب نوروز، وهذا الشعب الذي كان على حافة الموت، عاد للحياة وانتفض من جديد، وبدأ بتطوير النضال من أجل ذاته، ومن أجل الحرية والديمقراطية.
عندما قال القائد آبو:’ لقد طوّرنا ثورة الانبعاث، ونجحنا في ذلك، والآن جاء دور النضال التحرري لكردستان وللشعب الكردي‘، ولهذا بدأ بذلك وأراد إخراج النضال الذي يخوضه من دائرة حركة مسلحة ووضعه ضمن أرضية سياسية، بحيث يكون قادراً على تطوير النضال بشكل ديمقراطي على أرضية سياسية، لأن كل نضال القائد آبو وهدفه كان تمكين وتطوير الشعب الذي يناضل من أجل حريته في ظل جميع الظروف، وهذا ما حدث.
ولذلك، كان لا بدَّ من تطوير المجال السياسي والديمقراطي، وكان لا بد من تطوير النضال الديمقراطي والسياسي، وكان لا بد من توفير وتطوير الحل على هذا الأساس، ولهذا السبب، تم إعلان وقف إطلاق النار في عام 1993، كما استجاب تورغوت أوزال أيضاً لوقف إطلاق النار هذا، وكانت هناك عملية تتطور من أجل تنمية الديمقراطية والسياسة، ولكن تم تخريب وتعطيل تلك العملية، فقد عمل ضعفاء النفوس سواء داخل الحركة أو خارجها، إلى جانب مرتزقة الدولة، على عرقلة تطور تلك العملية، وفي نهاية المطاف، تمت تصفية تورغوت أوزال أيضاً.
لكن القائد آبو أصر على قراره، ولذلك، لم يتخل عن هذه الدعوة، التي عمل على تطويرها وأجرى مقابلة مع محمد علي بيراند، وكان قد بدأ هذه العملية مع تورغوت أوزال، وفي عام 1995، أعد تقريراً وقدمه إلى الحركة بحيث يقوم المؤتمر بإحداث تغيير في الحركة، وطوّر المؤتمر الخامس بعض التغييرات، لكن هذه التغييرات لم تكن كما أراد القائد آبو، بل كانت ناقصة للغاية.
وحتى بعد المؤتمر، أصرّ القائد آبو على الاستراتيجية التي أراد تطويرها والتغيير والتحول الذي أراد إحداثه في الحركة واتخذ خطوات وفقاً لذلك، ومن جهة أخرى، عندما وصل نجم الدين أربكان إلى السلطة في تركيا، أرسل بعض الرسائل إلى القائد آبو، وأجاب القائد آبو على تلك الرسائل، لأن نجم الدين أربكان أراد أيضاً حل القضية الكردية، ربما لم يكن تورغوت أوزال ونجم الدين أربكان يرغبان في وضع حل بالطريقة التي أردناها، لكنهما كانا يعرفان أنهما إذا لم يحلا هذه القضية، فإن تركيا ستشهد قضايا أكبر بكثير وستتلقى الضربة، لذلك، أرادوا حل هذه القضية بطريقة ما، وكما تمت تصفية تورغوت أوزال، تمت تصفية نجم الدين أربكان أيضاً.
وواصل القائد آبو عقب ذلك، عمله في هذه الحملة والاستراتيجية، وفي 15 آب 1998، ألقى القائد آبو خطاباً وأجرى تقييماً، وأراد أن يصل بالعمل الذي بدأه في عام 1993 وطوّره في عام 1995 إلى هدفه في عام 1998، وأراد أن يكمل التغيير والتحوّل الذي أحدثه وطوّره في الحركة، وعلى هذا الأساس، أعلن مرة أخرى وقف إطلاق النار، لكن الرد على وقف إطلاق النار كان بالمؤامرة الدولية، فقد أرادوا من خلالها عرقلة القائد آبو، ورأوا أنه إذا تم تحقيق التغيير والتحوّل في هذه الحركة، فلن يتمكنوا من منع هذه الحركة، وأن الحركة ستتوسع بشكل أكبر، وللحيلولة دون تحقيق ذلك، طوّروا المؤامرة الدولية.
وكما هو معلوم، تم أسر القائد آبو، ولكن على الرغم من ذلك، لم يتخلَّ القائد آبو عن أهدافه، ففي ظل ظروف صعبة للغاية وانعدام الإمكانيات والفرص، أكمل ذلك العمل الذي بدأه في عام 1993، في ظل ظروف إمرالي، وبعبارة أخرى، أكمل عملية التغيير والتحوّل وإعادة التنظيم في الحركة، وعلى هذا الأساس، وضع وطوّر نموذجاً جديداً، وأكمل هذا النموذج في عام 2005، وقال ”أنا أتحمل مسؤولية هذا أيضاً“، ووفقاً لهذا النموذج، طوّر العمل في ظل ظروف إمرالي، وأراد أن يضع الحركة بأكملها على مسار سياسي وديمقراطي، وأراد حل القضية الكردية بالوسائل والسبل الديمقراطية والسياسية، وأراد في كل مرة أن يخطو خطوات في هذا الاتجاه.
وكان الذين لا يرغبون بحل القضية الكردية، والذين كانوا يريدون للحرب أن تظل قائمة دائماً، والذين كانوا يريدون أن ينتفعوا ويكسبوا من ورائها، يلجؤون إلى تطوير التدخلات المتتالية الواحدة تلو الأخرى، فقد تدخلوا في أعوام 2003 و2005 و2009 و2013 و2015 لمنع الحركة من الانخراط والدخول في النموذج الجديد، فقد تدخلوا للحيلولة دون تنظيم الحركة وفقاً للنموذج الجديد ولكي يتمكنوا من المضي في الإبادة الجماعية والتصفية، إلا أن القائد آبو لم يتخلَّ عن ذلك، لأن هدف القائد آبو كان تطوير شعب يناضل من أجل حريته تحت كل الظروف، وقد حقق نتائج في هذا الصدد.
ولذلك، قال:” الآن بدأ عصر الشعوب، وانتهى عصر التحزب“، فقد قام حزب العمال الكردستاني بأداء دوره التاريخي، وسد الطريق أمام الانصهار والإبادة الجماعية، وجعل الشعب الكردي ينتفض ويثور وبعث فيه الحياة من جديد، وجعل الشعب الكردي عاشقاً للحرية والديمقراطية، لذلك، كان عمل الحزب قد اكتمل، وباتت الحاجة الآن إلى عصر الشعوب، لذلك، فقد غيّر النموذج وأراد تنظيم المجتمع وفقاً لذلك، وخلق مجتمع منظّم، وأراد تطوير إرادة الشعب، بحيث يكون بمقدوره تحقيق حرية الشعب.
ولقد وقفت الدولة التركية وحلفاؤها، سواءً كان لهم موطئ قدم في كردستان أو خارجها، وحلف الناتو ونظام الحداثة الرأسمالية دائماً خلف الدولة التركية، ووقفوا خلف سياسة وذهنية الإنكار والإمحاء، ولهذا السبب، أرادت الدولة التركية تحقيق نتائج، فقد كانت تهدف إلى تصفية الحركة واستكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد، حيث أدركت وفق تصورها أن القائد آبو بات أسيراً وأن هذه الحركة قد تلقت الضربة، وظنت أنها إذا قامت بمهاجمتها، فإن هذه الحركة لن تكون قادرة على المشاركة في النموذج الجديد وخوض النضال على هذا الأساس، وستتلقى ضربات كبيرة، وستحقق هدفها المنشود، ولأجل ذلك، لجأوا إلى تطوير كل وسائلهم وإمكاناتهم في الداخل والخارج على هذا الأساس.
وكما هو معروف، فقد وضعوا سياسة وبرنامجاً أمامهم؛ وقالوا سوف نركعهم، بعبارة أخرى، قالوا سنكسر إرادتهم ونصفيهم ونكمل الإبادة الجماعية بحق الكرد، وعملوا على هذا الأساس لسنوات عديدة، فقد طوّروا هذا الأمر على وجه الخصوص بعد 15 شباط، فقد حسبوا أنهم سيحصلون على نتائج، لكنهم فشلوا في الحصول على النتائج المرجوة، ولم تثمر سياساتهم ولم تحقق أية نتائج في سعيهم لتصفية حزب العمال الكردستاني والإبادة الجماعية بحق الكرد، وبرزت إلى الواجهة مشاكل جدية في تركيا، ولا تزال تعاني من تلك المشاكل، وعلاوة على ذلك، تطورت الحرب العالمية بشكل مكثف في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت مركز هذه الحرب.
وكما هو معروف، فقد أُسند لتركيا وإيران دور في الحربين العالميتين الأولى والثانية وأدتا دورهما على أكمل وجه، وكان دورهما هو تطوير الدولة القومية في الشرق الأوسط، ومن خلال هذا الدور، تم عقد اتفاقية سايكس-بيكو للشرق الأوسط تحت هذا التحالف البريطاني-الفرنسي، وبهذه الاتفاقية جرى ترتيب الشرق الأوسط، وقد تم تنظيم نظام الحداثة الرأسمالية على هذا الأساس، في حين عملت الحرب العالمية الثالثة على إلغاء هذا الترتيب للشرق الأوسط أي اتفاقية سايكس-بيكو، وهُزمت الدولة القومية على إثر ذلك، وظهر وضع جديد في الشرق الأوسط، وحدث تغيير جوهري في الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك، لم يعد لإيران وتركيا الدور الذي كان لهما في السابق، لأنه خلال الحرب العالمية الأولى تأسست الدولة التركية، ودولة الشاه، وخلال الحرب العالمية الثانية تأسست إسرائيل، أما خلال الحرب العالمية الثالثة، تطورت الهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط، ولذلك، فإن الدور الذي كانت تلعبه تركيا وإيران، أصبح الآن بيد إسرائيل، وتلعب إسرائيل الآن هذا الدور في الشرق الأوسط.
ولذلك، تعرضت كل من تركيا وإيران لضربة كبيرة، لأنهما هما اللتان طوّرتا الدولة القومية، حيث أن الدول القومية آخذة في التلاشي في الشرق الأوسط، ولهذا، ظهر خطر كبير على كل من إيران وتركيا، كما تفاقمت مشاكل تركيا كثيراً، ولهذا، رأت تركيا أن خطراً كبيراً ينتظرها، وباتت لديها مخاوف من الهيمنة الإسرائيلية التي تشن الحرب في الشرق الأوسط، حيث وضعوا حساباتهم أن الكرد سيكسبون كثيراً في هذه الحرب، وللحيلولة دون تحقيق الكرد أي مكسب ولدرء المخاطر الكبيرة التي يمكن أن يسببها الكرد لهم، والشيء الآخر، لكي يتمكنوا من الخروج من هذا الوضع السيء، ولم يبق لديهم أحد سوى الكرد لمساعدتهم، رأوا ذلك، فقد أرادوا درء الخطر الذي يشكله الكرد عليهم، وأيضاً أرادوا أيضاً الخروج من وضعهم الصعب بمساعدة الكرد، من جهة أخرى، أدركوا أنه لا سبيل آخر أمامهم، فإما أن يحسنوا علاقاتهم بالكرد ويحصلوا على دعمهم، أو أنهم سيتعرضون لضربات كبيرة.
ولهذا السبب، ذهب دولت بهجلي إلى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (Dem Partî) في برلمان تركيا، واتخذوا هذه الخطوة، فقد كانوا يريدون القضاء على حزب العمال الكردستاني واستكمال الإبادة الجماعية بحق الكرد، ولهذا، وبالأساس ركزوا على القائد آبو، إذا تم تقييد تأثير القائد آبو، فإنهم حينها يمكنهم الحصول على نتائج، ولهذا السبب، كان سليمان صويلو يقول، لم يتحدث أحد على مدى عام باسم القائد آبو وباسم حزب العمال الكردستاني، وبعبارة أخرى، كان يقول إن هذه الأسماء ستختفي وتتلاشى، لكن التطورات والتغيرات التي حدثت في الشرق الأوسط والمشاكل التي كانت تواجهها تركيا أجبرتهم على الذهاب إلى القائد آبو والتوسل إليه، فهؤلاء كانوا يريدون تقييد تأثير القائد آبو، لكنهم احتاجوا للقائد آبو وللكرد، وقد بدأوا الآن بالاعتراف بالقائد آبو وبالكرد.
سيتطور هذا التغيير، ماهي أهدافهم ليست مهمة كثيراً بالنسبة لنا، ولكن يجب على الإنسان أن يرى ويفهم التغيير الذي يحصل، التطور الذي يحصل والمراحل التي تنطلق على هذا الأساس، لأنه عندما طوّر القائد آبو حملة السلام والمجتمع الديمقراطي كانت على هذه الأسس، لأن القائد آبو رأى إنه إذا أخذ زمام المبادرة خلال هذه الشروط ويطور هذه المرحلة يمكن أن يحقق نتيجة، طبعاً قالها بكل وضوح بأنه يملك تلك القوة ليطوّر هذه المرحلة، وأكد على ذلك، إن ما أراد تطويره في عام 1993 ولم يتطور، ظل يصرّ عليه إلى يومنا هذا ورأى إن باستطاعته تحقيق هذا، بإمكانه تحقيق أهدافه، لأن الظروف تغيرت كثيراً، كيف حدد أهدافه...؟ قال الأمر يتعلق بتعزيز السلام والمجتمع الديمقراطي لأن القائد آبو كان قد قال انتهى عصر الأحزاب، وقد بدأ عصر الشعوب، وهو أيضاً أراد أن يقوي الكرد أنفسهم وينظموا مجتمعهم ويطوروه.
لقد تطورت هذه العملية التي حددها، البيان الذي أدلى به، الدعوة التي وجهها، تطورت على هذا الأساس، ليس لأنه عقد اجتماع مع الدولة التركية، وساومها وأطلق هذه المرحلة نتيجة لها، هذه الحركة هي حركة إرادة، حتى في البداية عندما كان الأمر لم يكن ممكناً، كانت هناك صعوبات، وكانت سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها الدولة التركية مستمرة، وكان الكرد على شفا الموت، في هذه الظروف، قام القائد آبو بتطوير مداخلة تاريخية، أي منذ البداية وإلى الآن خاض بالإرادة هذه الحركة وهذا النضال، لم تكن مبنية على أشياء جاهزة ولم يطور الحركة على أساس تحالفات، القائد آبو يثق بنفسه، بإرادته، برفاقه وشعبه، درّب نفسه جيداً، واتخذ الخطوة على هذا الأساس.
يريد أن يُجبر الدولة التركية بالخطوة التي اتخذها بأن تتخذ هي أيضاً خطوة، أي يطور الديمقراطية والسياسة، يطوره مع الشعب، ويجعلها إرادة مع الشعب، حتى يتمكن من أن يكون الشعب قادراً على تحديد مصيره بنفسه، هذا هو الهدف من المرحلة التي طورها القائد آبو، يريد القائد آبو أن يُخرج القضية الكردية من دائرة الحرب، لأن ما حصل في دائرة الحرب حصل، وإن ما تبقى يجب حله بعيداً عن الحرب، لقد وصلت الحركة والشعب لهذا المستوى.
والأمر الآخر، هو أنه من خلال حرب كردستان، يستفيد من هذه الحرب العديد من القوى والأحزاب والشخصيات والساسة من بين الكرد وفي تركيا وعلى الساحة الدولية، كما أنهم يعملون على زيادة ثروتهم، ويريدون لهذه الحرب الاستمرار، هم لا يريدون حل القضية الكردية بالطرق القانونية والسياسية، إذا تم حلها، فإنه سيخسرون قوتهم، لهذا السبب، يقومون بتخريبها وتعطيلها باستمرار، فيما يريد القائد آبو أيضا أن يأخذ قوتهم من أيديهم، وهذا هو أحد أهداف العملية التي طورها القائد آبو.
أما الأمر الآخر أيضاً، كانت هناك الواقعية الاشتراكية، وكان هناك العديد من المنظمات والقوى وحتى بعض الدول التي كانت قد نظمت نفسها وكانت تدير شؤونها من خلال استمداد قوتها من الواقعية الاشتراكي، وحينما فشلت الواقعية الاشتراكية وتفككت، فإن تلك الأحزاب والدول التابعة للواقعية الاشتراكية، وتلك الدول التي كانت قد تشكلت وفقاً لها، تفككت الواحدة تلو الأخرى واختفت، وقد ظهر حزب العمال الكردستاني أيضاً في ظل ظروف القرن العشرين، وتأسس تحت تأثير الواقعية الاشتراكية، ولم ينجُ ويصمد سوى حزب العمال الكردستاني، بينما تمت تصفية جميع الأحزاب الأخرى، لماذا نجا وصمد حزب العمال الكردستاني فقط؟ يرتبط هذا أيضاً بحقيقة القائد آبو، لأن القائد آبو اتخذ من التغيير والتحوّل وإعادة التنظيم أساساً منذ البداية وحتى اليوم، حيث أنه لا يربط نفسه ببعض الجهات، ويسير دائماً على خط مستقل من الناحية الفلسفية والأيديولوجية والتنظيمية والنضالية، فهو لا يرى أبداً أن الأشياء التي طورها مكتملة وجيدة، بل يراها ناقصة ويريد أن يطوّرها بشكل أفضل وأجمل، وهذا ما يبقي الحركة دائماً حية وفي حالة في التجدد والتطور والنجاح.
وإذا كانت قد تتالت الهجمات على الحركة، وإذا كانت هناك مؤامرات قد تطورت ولم تتمكن من الحصول على نتائج، فإن هذه مرتبطة بهذه الحقيقة، وهذه هي سمات القائد آبو، الذي يتخذ دائماً من التطور والنجاح أساساً، فإن هدفه هو الحرية والديمقراطية، ويعمل على تطهير وإزالة كل ما لا يخدم الهدف المنشود، وإنه يتخذ دائماً ما يخدم هدفه كأساس له ويعمل على تطويره، حيث أن حزب العمال الكردستاني يتخذ ما أنجزه القائد آبو كأساس له، وإذا كانت جميع المنظمات والدول التي تشكلت في بيئة الواقعية الاشتراكية قد تمت تصفيتها ولم تتم تصفية حزب العمال الكردستاني، فإن هذا مرتبط بهذا الواقع، وقد بدأت هذه الحركة بالحزب، وكان هدفها هو خوض النضال والتطور من أجل حريتها في ظل جميع الظروف، وقد تحقق ذلك في عام 1993، حيث إن النضال الذي يخوضه القائد آبو منذ عام 1993 هو نضال من أجل تطوير مجتمع ديمقراطي بالكامل، ويخوض النضال على هذا الأساس، والنموذج الذي بدأ بوضعه هناك وأنجزه في إمرالي، هو أيضاً على هذا الأساس، لكننا لم نتمكن من تحقيق هذا النموذج بالكامل، لماذا؟ لأنه كانت هناك العديد من التدخلات، ولم تسمح بتحقيقه، ولن تسمح لنا بالعمل بالتحديد وفق ذلك النموذج.
كما ظهرت لنا أيضاً نواقص، واستفدنا منها أيضاً، ولهذا السبب، استمرت هذه العملية لفترة طويلة من الوقت، والآن، لقد اتخذ القائد آبو قراراً تاريخياً ويقوم بتدخل تاريخي، حيث قرر وضع الحركة بالكامل على محور النموذج الجديد، أي أن النموذج الجديد يقوم على تطوير حرية المرأة والبيئة والمجتمع الديمقراطي، ويريد تنفيذ ذلك بالكامل، وهذه الحملة التي انطلقت، هي قائمة على هذا الأساس، فماذا يريد النموذج المطروح؟ يريد المجتمع الحر، إنه يريد الأخوة والسلام على هذا الأساس، وها هي الحملة التي طوّرها، تتطور على هذا الأساس، وحالياً، خرجت الحركة تدريجياً من إطار كردستان، وأصبحت أملاً في الساحة الدولية، إلى ماذا يشير ويفيد هذا؟ هذا يعبر عن عمق الحركة وعظمتها وتوسعها وتطورها، ومن هذا المنطلق، لم يعد بإمكان المرء تطوير هذا النضال بحزب واحد فقط والوصول إلى هدفه.
لأن الحزب الآن قد أنجز دوره وأكمله، فهو لم يعد بإمكانه الاستجابة للعملية التي تتطور، ويبقى دوره ضيقاً، لذلك، يقوم القائد آبو بإجراء تغييرات في مجال التنظيم والنضال وفقاً لهذه التطورات والمتغيرات، فنحن لا نتخلى عن أيديولوجيتنا وفلسفتنا ونموذجنا، فكيف نقوم بتحقيق هذه الأمور من الناحية التنظيمية والنضالية؟ إن التغيير والتحوّل الذي نعمل على تطويره قائم على هذا الأساس، أي أن الحركة الآبوجية تعيد تنظيم نفسها من جديد على هذا الأساس، وما يحدث هو بالكامل قائم على هذا الأساس.
ولقد قدم حزب العمال الكردستاني خدمات كثيرة لشعب كردستان وللإنسانية، ربما ينكر بعضهم اليوم هذا الأمر، ويهاجمون هذا، بل إن بعضهم يقول إن حزب العمال الكردستاني بات في طريق مسدود، لم يبق له شيء ليفعله، وكل الطرق مغلقة أمامه، لم يبق له سوى طريق واحد وهو الاستسلام، إنهم يقولون هذا عن القائد آبو وكذلك عن حزب العمال الكردستاني، هؤلاء يقومون بالإهانة، فلا يمكن لأحد التلفظ بهذه الأحاديث والخطابات إلا عديمو الضمير، وآخرون اقسموا على قول هذا ليعادوا دائماً القائد آبو والحركة الآبوجية، فقد ناصب البعض العداء للقائد آبو وحزب العمال الكردستاني منذ تأسيس هذه الحركة وحتى اليوم، ومستمرون في ذلك الآن أيضاً، لذلك، يجب على شعبنا أن يُولي هذا الأمر أهمية ومعنى، والآن إن الذين يقولون هذا الكلام الآن، كم ذكرت لقد اقسم هؤلاء على معاداة هذه الحركة، والأمر الآخر هو أن الذين يناصبون العداء لهذه الحركة، والذين يطلقون مثل هذه الخطابات الفارغة والجوفاء، هم الذين يعانون من الضعف واليأس والعجز، ويعيشون في ظل مخاطر كبيرة، ولهذا السبب، يطلقون مثل هذه الخطابات، فهم يريدون خداع الجميع وإخفاء نقاط ضعفهم وإظهار أنفسهم بمظهر الأقوياء، بعبارة أخرى، إنهم يشنون حرباً خاصة ونفسية ضد القائد آبو وهذه الحركة، وإنهم لا يفعلون ذلك فقط اليوم، بل إنهم ينفذون هذا الأمر منذ بداية تأسيس الحركة وحتى اليوم، وربما اليوم يقومون بذلك بالعديد من الأشكال، وربما يقومون بذلك على أعلى مستوى، البعض يقول ما الذي فعله حزب العمال الكردستاني للكرد؟ لم يفعل شيئاً لهم.
والبعض الآخر يقول، لم يعد بإمكان حزب العمال الكردستاني فعل أي شيء، كل الطرق مغلقة أمامه، لذا يجب أن يستسلم، لقد قام حزب العمال الكردستاني بعمل عظيم، فقد حال دون المضي في سياسة التدمير والإنكار وسياسة الانصهار، وأنعش وأعاد إحياء الشعب الكردي الذي كان في سبات الموت، والذي كان يُحتضر، وجعل الشعب الكردي يثور، وأعاد إحياءه، وطوّر شعباً عاشقاً للحرية والديمقراطية وجعله يخوض النضال في ظل كل الظروف، وتمسك بذاته ووجوده، وطوّر السياسة الديمقراطية ومهد الطريق لها، كما مهد وطوّر الطريق للسلام والحل، وخلق هوية للكرد، وطوّر الوحدة الكردية للشعب الكردي، وطوّر الثورة الديمقراطية، وأحدث تغييرات في ذهنية وشخصية وحياة الكرد، وطوّر ثورة المرأة، وأعاد كل ما تم سلبه من الكرد، وخلق كردياً مقبولاً، فاليوم، أصبح الكرد مثالاً يُحتذى بهم في العالم، ولا يمكن لاحد أن يمارس السياسية بدون الكرد، فقد وصل الكرد على هذا المستوى، والآن، يخوض النضال لحل قضية الحرية والديمقراطية، وقد أعلن القائد آبو عن هذه الحملة وعمل على تطويرها.
لقد حظي الشعب الكردي كما ذكر للتو بالاحترام في جميع أنحاء العالم، وتتخذ قوى الحرية والديمقراطية في العالم، المرأة الكردية والشعب الكردي والقائد آبو ونموذجه كأساس لهم، والآن يريد القائد آبو إزالة آثار وتأثير الواقعية الاشتراكية من الحركة، وهذا هو أحد الأسباب في إطلاق هذه الحملة، وكما أنه يريد حل قضية الشعب وقضايا الشعوب، فهو يريد أيضاً حل قضية الاشتراكية أيضاً. لذلك، فإن الحملة التي قام بتطويرها هي حملة كبيرة وتاريخية، وعندما أراد ريبر آبو تطوير قرار حملة السلام والمجتمع الديمقراطي، أراد الكثير منعه، حيث أرادوا منع القائد آبو من الإعلان عن الحملة، فقد كانت هناك العديد من محاولات التخريب قبل الإعلان عن الحملة، من خلال الاعتقالات، وتعيين الوكلاء وتوجيه الإهانات، وشن الهجمات؛ وبعبارة أخرى، كثفوا من هجماتهم بكل معنى الكلمة، وحاولوا من خلال ذلك خلق ردة فعل والحيلولة دون إعلان هذه الحملة، لأن الإعلان عن الحملة سيخلق العديد من التغييرات، سواء في تركيا أو في الشرق الأوسط، ولم يرغبوا أن تتطور هذه التغييرات ولا حتى أن يتطور المجتمع، ولم يرغبوا في أن تتطور الديمقراطية والحرية والسلام، لأنهم يكسبون مادياً وينتفعون من الحرب، لكن القائد آبو فهم لماذا كانوا يفعلون ذلك، ورأى ما هو هدفهم، ولهذا السبب، أعلن عن هذه الخطوة بعزم وشجاعة، ماذا يعبّر هذا؟ إنه يعبّر عن أن حقيقة القائد آبو، وحقيقة خط القائد آبو ونموذج القائد آبو قد تكلل بالنجاح.
لم يعد باستطاعة أحد أن يقف أمام القائد آبو، أمام هذه المرحلة، أمام النموذج الذي يريد القائد آبو تنفيذه، يمكن أن يقوموا بالكثير من الأعمال التخريبية في هذا السياق أيضاً، لأنهم لا يريدون أن تتطور هذه المرحلة وألا يحقق القائد آبو نتيجة وليتم تركه وحده، يجب على الشعب معرفة هذا أيضاً إنهم يريدون خلق ردة فعل داخل الحركة والشعب ضد القائد آبو، وإضعاف الثقة وحتى تدميرها الذي منحه الشعب والحركة للقائد آبو، وكما يريدون تدمير هذا ليتمكنوا من اكتساب منفعة مادية مرة أخرى، يجب على شعبنا، أصدقائنا الذين يطالبون بالديمقراطية والحرية أيضاً، والذين يعملون من أجل الاشتراكية مساندة القائد آبو والحملة التي طوّرها والالتفاف حول القائد آبو.
حمل القائد آبو مسؤولية تاريخية وصعبة على عاتقه وقد أعلن هذا بكل وضوح، ويجب على الجميع أن يعتبر نفسه شريك وجزء من هذه المسؤولية، ويحمل هذه المسؤولية والعمل من أجل تحقيقها، يجب على الجميع أخذ مكانه في هذه الحملة وقيادتها مثلما يقوم القائد آبو بقيادتها، وجعل بناء المجتمع الديمقراطي السلمي هدفاً لأنفسهم والعمل دائماً من أجلها.
إن قدموا المساندة وعملوا فلن يحقق الدمار الذي يسعون إليه أية نتيجة، سيحقق شعبنا في تركيا، الشعب الذي يعيش في تركيا والجميع نتيجة عظيمة، إن تطورت الديمقراطية في تركيا فسيتم حل جميع القضايا في تركيا ولا سيما القضية الكردية، وسيؤثر هذا بشكل كبير على الشرق الأوسط وستتطور الديمقراطية في الشرق الأوسط أيضاً، ستتقدم الأمم الديمقراطية، أخوة الشعوب، التعاون والعدالة بين الشعوب.
وقد أصبح تأثيره واضحاً بالفعل على سوريا، ونحن نرى الآن في سوريا، كيف طوَّرا كل من إقليم شمال وشرق سوريا وحكومة دمشق اتفاقاً بينهما، وهذه بداية جيدة، وقد حدث هذا بفضل نضال شعب شمال وشرق سوريا، لقد قاتلوا وناضلوا بشكل بطولي، ونتيجة لذلك، تطور هذا، ومن هنا أتقدم بتحياتي واحترامي الخالص لشعب شمال وشرق سوريا.
تهدف هذه الخطوة إلى الارتقاء بالنضال الذي استمر لسنوات، وقدم التضحيات الكبيرة وعانى آلاماً كثيرة، إلى مستوى جديد، وتهدف إلى بناء سياسة ديمقراطية ودولة ديمقراطية وسوريا جديدة على هذا الأساس، وتخدم الخطوة هذه الآمال بشكل جيد.
إذا نجحت هذه الخطوة التي طورها القائد آبو، والدعوة التاريخية التي أطلقها في تركيا، فسيكون لها تأثير أكبر على الشرق الأوسط، وسيكون لها تأثير كبير حتى على الإنسانية برمتها، هؤلاء هم من يريدون السلام، الديمقراطية، الاشتراكية والعدالة، طوّر القائد آبو هذه الخطوة وجعل الجميع يشاركون فيها، ولذلك يجب على الجميع أن يأخذوا مكانهم في هذه العملية ويقوموا بإداء واجباتهم ويتحملوا كامل مسؤولياتهم، ولهذا السبب، ينبغي على الجميع التركيز والعمل على كيفية قيادة هذه الدعوة التاريخية، وكيفية بناء الديمقراطية والحرية والسلام.
وهنا يلعب دور المرأة والشبيبة دوراً رئيسياً، ماذا قالت حركة المرأة؟ قالت بإنَّ الدعوة التاريخية التي يدعو إليها القائد آبو تعتبر انبعاثاً وتنويراً لنا، وبماذا صرحت حركتنا؟ إنَّها خارطة الطريق لنا في القرن الحادي والعشرين، طورت هذه الحركة في البداية خارطة الطريق، وهي تعمل حالياً على تطوير خارطة الطريق هذه، ويتطلب من المرأة والشبيبة حالياً تولي القيادة في هذا المجال وأن يعملا على تأسيس المجتمع الديمقراطي على أرض الواقع، أنَّ النموذج الذي طوره القائد آبو هو نموذج المرأة الحرة والبيئية والمجتمع الديمقراطي، ويتوجب علينا أن نجعل هذه مهمة استراتيجية.
وقد أكد على ذلك كل من المرأة والشبيبة، وأهنئهم بهذه المناسبة، ومن الضروري أن يعلم العلويون بأنَّهم إحدى القوى الرئيسية في هذه الدعوة التاريخية، ففي هذه الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد آبو سيتم إحياء العلويين، لإنَّ هذه الدعوة التاريخية التي دعا إليها القائد آبو هي لجميع الشعوب، ولجميع الأديان والطوائف ولجميع الثقافات، إنَّها خطوة وطنية وديمقراطية، خطوة نحو الحرية، السلام والعدالة، فهذا للجميع. إنَّها ليست لأجل المجتمع الكردي فقط، بل هي موجهة بشكل خاص للشعب التركي، المجتمع التركي والمثقفين الأتراك والسياسيين الأتراك، هذه الخطوة ستفيد الجميع، لإنها من أجل الجميع، ولذلك لا ينبغي لأحد أن يقف ضد هذه الدعوة التاريخية، وبالأخص يتوجب على المعارضة التركية، وخاصة حزب الشعب الجمهوري والقوى الاشتراكية والديمقراطية، أن تشارك جميعها في هذه الدعوة التاريخية وتدعمها، الشعب الكردي أيضاً يشمله الدعوة التاريخية، وهو يناضل من أجلها منذ زمن طويل، لقد سممت دولة الاحتلال التركي المجتمع التركي بحكومتها الحالية، علينا أن نطهر المجتمع التركي من هذا السم، إنه ليس فقط وصفاً للقائد آبو والحركة الآبوجية والشعب الكردي، بل هو أيضاً وصفاً للشعب التركي أيضاً، إنَّه وصفاً لمن يقود هذا الشعب ،ويعزز النضال من أجل الديمقراطية والحرية والاشتراكية في تركيا، وأعتقد أن هذه الخطوات ينبغي أن تتخذ على أساس هذه المبادئ.
والآن، طوَّر القائد آبو دعوة تاريخية أيضاً، قائلاً بإنَّه بحاجة إلى إعطائه الفرصة، وإعطائه الإمكانات وتهيئة الظروف لكي يلعب دوره، لجلب العملية إلى المستوى القانوني والسياسي، قال أنني أستطيع أن أفعل هذا وأتحمل المسؤولية التاريخية، ودعا أيضاً حزب العمال الكردستاني لحل نفسه وإنهاء تحركاته المسلحة، ولهذا دعا إلى عقد مؤتمر لاتخاذ هذه القرارات، كما ردَّت القيادة المركزية لحزب العمال الكردستاني بشكل واضح، حيث أعلنت استعدادها لتنفيذ الخطوة التي طورها القائد آبو والدعوة التاريخية التي أطلقها، وقالت بإنَّ ذلك يتطلب عملية وقف إطلاق النار، لأن دولة الاحتلال التركي لم تتوقف عن القتال، كل يوم طائرات الاستطلاع تقوم بعمليات الكشف والاستطلاع، كل يوم تصنع القاذفات، كل يوم يقصفون بالطائرات والمدفعية والدبابات، الجميع يعلم أن عقد المؤتمر في ظل هذه الظروف أمر غير ممكن وخطير.
وبما أن دولة الاحتلال التركي أرادت ذلك، فقد أطلق القائد آبو هذه الدعوة التاريخية وقال "إنَّ المؤتمر يجب أن يعقد ويتخذ قراراً" واستجابت حركة حزب العمال الكردستاني والقيادة المركزية للحزب بشكل إيجابي، إذًا يجب أن تتحقق هذه الشروط، إذا توافرت الشروط، فسوف ينعقد المؤتمر وينفذ هذه القرارات. وقد تم ذكر ذلك بكل بوضوح، وأعلنا ذلك أيضاً بصفتنا الرئاسة المشتركة، والجميع يعرف ذلك، وهم الآن يدلون ببعض التصريحات باسم دولة الاحتلال التركي، في بعض المؤسسات، وفي وسائل الإعلام، وفي السياسة، ويمكن فهم ذلك من خلال التصريحات التي يدلونها، والتي يبدو أنها تحاول خلق الأزمات وإحداث الفوضى، إنهم لا يثقون بأحد، إذا كان هدفهم هو حل القضية الكردية، إذا كانوا يريدون أن تخرج تركيا من المشاكل وتصبح تركيا ديمقراطية، وتصبح نموذجا وتلعب دورها، فإنَّهم بحاجة إلى وقف هذه التصريحات، الجميع يريد هذا.
وكما قلت، فهذه عملية حساسة للغاية ولن تتم هكذا بكل سهولة، يجب على شعبنا أن يعرف هذا، لكي تؤتي الدعوة التاريخية التي دعا إليها القائد آبو نتائجها، فمن الضروري تعزيز الحملة العالمية التي أطلقناها من أجل ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو بشكل أكبر، يجب على جميع أبناء شعبنا وأصدقائنا أن يتخذوا إجراءات على هذا الأساس لتعزيز ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو وتدمير وإنهاء نظام الإبادة والتعذيب الذي تم تطويره في إمرالي.
في هذه العملية، من الضروري تعزيز ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو وهزيمة وإنهاء نظام الإبادة والتعذيب الممارس في إمرالي، ولتحقيق هذا الهدف، يتوجب علينا تصعيد النضال، وهذا هو المطلوب منا جميعاً، ليس فقط في شمال كردستان وتركيا، بل في كل أجزاء كردستان الأربعة، وأيضاً في الخارج، يجب على جميع أصدقاء الكرد أن يناضلوا على هذا الأساس.
يجب على الجميع القول؛ ينبغي ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو حتى يتمكن من القيام بدوره، إنَّ الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد آبو وطورها، لا يمكن أن تتقدم إلا بهذه الشكل، إذا تم تعزيز النضال على هذا الأساس، فسيتم ضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، وسيتم إنهاء نظام الإبادة والتعذيب الممارس في إمرالي، وهذا سيخلق وضعاً جديداً لشعبنا وللشعوب الأخرى.
ويجب علينا جميعا أن ننضم إلى النضال على هذا الأساس، ونعلن النفير العام الجماهيري، كما يجب على شعبنا وأصدقائنا أن يعلموا بأنَّ القائد آبو منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه إلى اليوم، ناضل دائماً من أجل الشعب الكردي والشعوب الأخرى والإنسانية برمتها، بالرغم من كل المؤامرات وفي ظروف صعبة وشديدة وعدم توفر الإمكانيات المتاحة، ولم يعش يوماً واحداً يعمل فيه لنفسه، بل ضحى بحياته كاملة من أجل الشعوب، الشعب الكردي والإنسانية بأكملها.
أنَّ القائد آبو يعمل على تحقيق هدفه في هذا النضال، والخطوة التي طوَّرها تقوم على هذا الأساس، يفترض علينا جميعاً أن نتحمل مسؤولية هذه الدعوة التاريخية، وأن نتحمل المسؤولية، ولا نتركها للقائد آبو وحده، إذا قمنا بحمل أعباء هذه الدعوة التاريخية وإذا قمنا بدعم هذه الدعوة التاريخية بشكل كبير، فحينها سوف سيطَّور القائد آبو هذه الدعوة التاريخية إلى الأمام بقوة أكبر، وفي هذه الدعوة التاريخية سينتصر الشعب الكردي وشعب تركيا وشعوب الشرق الأوسط، والإنسانية جمعاء، وعلى هذا الأساس أبارك الجميع بعيد النوروز وشهر رمضان وأتقدم لهم بتحياتي واحترامي الخالص.